يحدث أحيانا !!!
ان تقوم بعمل ما
وتشعربالفخر بنفسك بالقيام بهذا العمل
وتتضخم بنشوة الاعجاب باعمالك
وتتمدد بطول هذا الكون وعرضه
وتبحث عمن يثني عليك
ثم تلتقي احدهم
فيتعمد الاقلال من اهمية ما قمت به
ويسقطك من برجك بكلمة حقد واحده !!!
يحدث احيانا!!
ان تمارس دورك في حكايه ما
فتتقن الاداء وتتقن الدور
وتقف بكامل فرحتك
بانتظار تصفيقهم الذي يمنحك قلادة الجداره
فتكتشف انك كنت تؤدي دورك
في حكايه انت بطلها الوحيد
وانك كنت تمثل وحدك ... أمام نفسك !!
وانهم لم يشعروا يوما بك!!
ولن يشعروا
يحدث احيانا!!
ان تعود الى نفسك
وتستلقي تحت اشجار التذكر
لا احد معك سواك
وتنزف تعبك فوق تراب الذكرى
وتغمض عينيك بعمق
وتسافر الى مدن تعشقها
ومحطات تشتهي الوقوف عليها
فتفتح عينيك
وفي فمك طعم الحلم الجميل
وقبل ان يفزعك ضوء الواقع
تتذكر انك كنت في لحظة حلم جميل
لكنه...عابر !!
يحدث احيانا
ان تسير وحدك بصحبة نفسك
فتتمنى او ان احدهم كان معك
يسير بجانبك ملتصقا بحلمك
يثير عبق الحب من حولك
ويملأ وجودك بفرح وجوده
ويحدثك بلغة الشوق
ويلون ايامك المقبله بالامل
ويرسم امام عينيك جنه فوق الارض
يحدث احيانا!!
ان تمسك بالورقه والقلم
وتفكر بكتابة رساله ما
الى انسان يهمك امره
وتتمنى بينك وبين نفسك
ان يهمه امرك!
وتبحر في احشاء اللغه
بحثا عن لغه تناسب احساسك
وتبعثر الحروف بحثا عن كلمه تعبر عنك
وقبل اكتمال الكلمه الاخيره من الرساله
تتردد
تتراجع
وتمزق الورقه خوفا من ان
لا تكون رسولك المناسب اليه!!
يحدث احيانا!!
ان تشتاق الى انسان ما
وتفتقد احساسك الجميل تجاهه
فتأخذك خطواتك الى طرقاته
وتزور مكان جمعك يوما فيه
وتقف فوق ارض كانت مسرح اللقاء به
فلا تعرفك الطرقات
ولا يتذكرك المكان
فيؤلمك اكتشاف
ان اطلالك لم تعد اطلالك!!
يحدث احيانا!!
ان تتمنى لو تملك قدرة اعادة الزمان
لا اعادة مرحله عمريه من مراحل حياتك
كي تلتقي بأناس
مارسوا دور البطوله في عمرك ذات عمر
وتركوا عمق بصماتهم فوق جدرانك
وكانوا يمثلون شطرا جميلا من احلامك
ثم غابوا... وغابت خلفهم الاحلام والايام
وبقي خلفهم فراغ ممل
تتجول فيه كلما شدك اليهم الحنين
يحدث احيانا!!
ان تصاب بالاكتئاب
فتشعر بتفاهة الاحداث حولك
وتزهد بكل طقوس الحياه المحيطه بك
وتفقد الاشياء قيمتها واهميتها لديك
ويخيل اليك ان الحياه توقفت عن النبض
وتتساوى لديك الامكنه والاوقات
وتبقى وحيدا...وتبقى بعيدا
لا شيء معك سوى احساسك المقيت
وتفشل كل محاولاتهم لانتزاعك من وحدتك
وقد تبقى في دائرة الاكتئاب فتره طويله
وقد تشرق شمس الامل فجأه
فتشرق معها قابليتك للحياه من جديد!
يحدث احيانا!!
ان تتجرد من نفسك
وتنسلخ من شخصيتك
وتمارس ادوارا لا تتناسب معك
وتتحدى المشاعر في داخلك بقوه
وتعاملهم بقسوه متعمده
وتغرس سهامك بكل اتجاهاتهم
وتغلق اذنك امام صرخاتهم
فلا ترى ولا تسمع ولا تشعر
سوى بنفسك فقط!!
كي تثأر لكرامتك التي هدرت.... بأسم الحب!!
يحدث احيانا!!
ان ياتي الليل مختلفا
فتخونك قدرة التأقلم
مع ليل يخلو من وجودهم
فترفع سماعة الهاتف
تفكر بسرقة صوت تحتاجه
او ارسال (مسج) قصير
تقيس فيه مساحة بقاؤك بهم
وحجم تواجدك في ذاكرتهم
لكن امامك وخلفك وحولك اشياء تمنعك
اشياء تقف كالسيف الحاد بينك وبينهم
اشياء ان تجاوزتها انتهيت
اشياء تقذف بك بعيدا عن مدنهم
كي لا تنصاع خلف احساس عابر
تفجر كالينبوع في غير اوانه
يحدث احيانا!!
ان يجرفك الخيال بعيدا
فتتخيل نفسك انسان آخر
انسان اكثر اهميه
انسان يشار له بالبنان
وتبتسم له الوجوه عند رؤيته
وتتابعه الاعين اينما رحل
انسان لا يشبهك بشيء
ولا يمت لظروفك بصله
انسان تتمنى ان تكونه بينك وبين نفسك
لكن صوت ما يوقظك
ليضعك امام واقعك الحقيقي
وظروفك الحقيقيه!!
يحدث احيانا!!
ان تقف امام المرآه
تتحسس وجهك بيديك
تتفقده كأنه تكتشفه للمره الاولى
تلمح مرور عجلة السنين فوقه
تلاحظ آثار الزمن عليه
تحاول ان تجعله اكثر شبابا وأشد نضاره
تدرك ان ما افسده الزمن بك
لا يصلحه شيء
يحدث احيانا!!
ان تشعر برغبة الصراخ عاليا
وكانك تريد ان تطلق اسر صوتك المحبوس في داخلك
بالنداء على شيء ما
شيء يهمك استدعائه
شيئ تعلم جيدا ان صوتك لن يصله
لكنك تحاول فقط مجرد محاوله
ان تتنفس ان تعترض ان تخفف ضغطك النفسي بصرخه ما
في وجه انسان ما!!
يحدث احيانا!!
ان تشعر برغبة الحديث مع احد
فتبحث في اجندة هاتفك
بعد ان تخذلك ذاكرتك
عن رقم صديق كان اقرب الاصدقاء اليك
وحين تدير الرقم
يأتيك الرد المسجل كالصفعه على وجهك
((عفوا ان هذا الرقم غير مستخدم حاليا))
وعندها تدرك...ان الوقت قد تعداك وسرقك
وان فترة غيابك وانقطاعك طالت اكثر من اللازم
يحدث احيانا!!
ان تقف في باب احدهم
وفي داخلك شعور بالرفض
وشعور بالمهانه
ومع هذا تطيل الوقوف
وتدفعك حاجتك بطرق الباب بالحاح
وحين تقضى لك حاجتك
تنتهي معاناتك التي دفعتك لوقوف ترفضه
وتبدأ بداخلك معاناة من نوع آخر
معاناه قد تكون اشد مراره
من معاناتك التي انتهت!!!